Into the dark - في الظلام

دائما ما أتخيل نفسي أمتلك قصر كبير ذو بهو واسع وحديقة كبيرة كالغابات ممتلئة بالأشجار.. إني اراها الآن ذات باب حديدي عظيم 

اسود اللون كما هى كل الأبواب الحديدية هل تخيلت أبدا بوابة وردية الا في عالم باربي فدائما ما كانت الأبواب سوداء عالية

تدخل في ممر طويل والاشجار مرتفعة على جانبيك متشابكة تكاد تقسم أنك لا ترى السماء ولا أثر لأي شخص بين هذه الطرقات...  

في أخر هذا الممر ترى بضع درجات أسفلها نباتات التوليب تنتظر موسمها الجديد لتزهر مره اخرى والغريب اني اخترت زهور تحب الفصول الباردة كما احبها

فحتى الورود تختار اوقاتها المناسبة للظهور تخبرنا انها سترحل أنها مؤقتة واحتمالية رجوعها مرة اخرى ضعيفة.. مؤقتة لكن على الأقل قد اخبرتنا ما يناسبها متى تجيئ ومتى ترحل

تصعد الدرجات لترى باب اخر لم افهم ابدا لماذا نصنع كل هذه الأبواب حولنا.. المادية وغير المادية.. مما نخاف؟ او ممن نخاف؟.. اهو الخوف حقا ام انه الكبر ام هو مجرد اتباع لمن حولنا بمبدأ بنو قريش "هذا ما وجدنا عليه ابائنا"

تدخل لترى ان المكان شبه فارع الا من القليل ولا اثر لأي بني ادم حتى الان في اقصى الشمال مقعد خشبي يهتز يقابله مقعد معلق من السقف وفي اقصى اليمين بيانو فخم عظيم اعزف عليه كل حين غالبا معزوفة او معزوفتان مكررتان 
into the dark لسبستيان لارسون او requiem for a dream ولكن دائما ما كانت الأولى تضفى اثر جميل على البيئة المحيطة 

ولا أعلم لماذا ان هذه المقطوعة تريد أن تقول شيئا وكأن بطريقة ما يشكو شئ لا نفهمه وكأنه عندما سمى هذه المقطوعة بداخل الظلام كان يقصد ظلامه الداخلي وعندما يجد أن لم يعد يفهمه احد يبدأ بالغضب ومن ثم يعود ادراجه مره اخرى وكأن لا فائدة من شكواه 

وبالمناسبة ما تسمعونه الآن هو هذه المقطوعة 

ايضا في كل مرة اعزفها اتذكرعام 2017 عندما عزفتها لأول مرة امام الجميع الانتصار المحقق المعزوفة التي تعلمتها وحدي في شهر رهبة المسرح للمرة الأولى ..ولكن اين ذهب الجميع..لقد كانوا اصدقائي بين الحضوراعز اصدقائي متى رحلوا..؟

لم اذكر شكل الاثاث لم اتخيل قط اني احتاج لاثاث لاني في الاساس اقدس السرير يصلح لكل شئ في العالم لو حسبنا كم قضيت في عمري على السرير اني اراهنك اني قضيت اكثر من نص عمري بكثير جليسة سريري 

ولا اعرف لماذا اتخيله قصر مع اني افضل الشقق الصغيرة التي تحتوي وحدتي لا أن تزيدها لأني غالبا سأترك كل هذا واستقر في غرفة نومي يمكن القصر علامة للثراء الذي سأصل له يوما ما لا اعرف 

ولكن لماذا ثرية ووحيدة او فقيرة ووحيدة لماذا لا استطيع ان اتخيل شخص جواري.. هل هى محاولة بائسة من افكاري لتمهيد ما سيحدث 

لن أكذب وأقول ما خشيت الوحدة يوما ولكني ما عدت اخشاها.. فالوحدة دائما خير من استجداء الحب او حضورهم الباهت المزيف

الوحدة دائما خير من تصنع الحب والآن اتذكر جملة من فيلم 
"It is more difficult to pretend that you do have feelings when you don't than to pretend you don't have feelings when you do."  

لطالما عرفت شعور كيف اخفي ما اشعر به تجاه الناس وكنت اخفيه ببراعة لماذا لم اتظاهر اني احببت اي شخص حتى ارحم من كل هذه الوحدة

ودائما ما اسأل نفسي لماذا اراني سأصبح وحيدة.. لماذا اتنبأ بمستقبل لا أعلم عنه شيئا..لماذا لا أثق بهم وأتخيل الجميع يرحل..

Comments

Popular posts from this blog

To be or not to be, that’s the question?

انا بخاف من الكوميتمنت

قلبي متل الورد