جريمة المقطم
فى أحد الليالى الممطرة تنظر نحو النافذة وهى تجلس امام مرآتها تضع احمر شفاة مرتدية فستان ماركة Louis Vouitton وتضع عطرها المفضل coco Chanel وتتذكر المرة الأخيرة التى خرجوا فى أمسية شاعرية سويا كانت منذ 5 سنين مضت فى نفس هذا الوقت من السنة قبل ان تعلم خيانته ونزاوته التى اثارت اشمئزازها وجعلتها تكره احقا تكره حب حياتها امنيتها التى دعت الله ايام وليال كى تتحقق عندما كانوا فقراء وكانت ترتدى الجينز المقلد والعطور المركبة الرخيصة كم دعت الله ان يشعر بها ان يصارحها بحبه ولو حتى كذبا كيف تألمت وهى تنتظره والان بعدما اصبح ملكها زوجها تكرهه ؟! وكيف لهذا ان يحدث .... قطع شريط ذكرياتها قبلته فوق رأسها قائلا : " مش يلا يا حبيبتى بقى هنتأخر ! " فتنظر له باسمة ابتسامه يتخللها القلق بعدما اخفت شيئا كانت قد اخذته للتو من درج بجوارها واخفته فى حقيبة يدها قائلة : " ربع ساعة وهكون عند استنانى بره بس " تعود لها ذكريات قريبة كم مرة رأته مع امرأه اخرى بين احضانه كم مره سمعته يغازل بنات اخريات ووعوده لهم بالقصور والهدايا كم مره سمعت كلماته الحانية لاخريات يوعدهم فيها بترك امرأته وزواجه منها تضع ابتسامة عريضة جدا على شفتيها وتخرج له يستقبلها بصفارة اعجاب فتتصنع الخجل وتنظر فى الارض ليخرجوا من قصرهم ويركبون السيارة فتبادر بكلمات : " ايه رأيك نلغى حجز ال restaurant وتودينى اعلى مكان وافضى مكان نبقى فيه انا وانتى لوحدنا نتفرج على الدنيا من فوق "
هو : " يا سلام انتى تأمرى "
يقود السيارة ليشعل الكاسيت على أغنية فات المعاد لأم كلثوم وتبدأ فى الغناء من مقطع ~~ وعايزنا نرجع زى زمان قول الزمان ارجع يا زمان وهاتلى قلب لا داب ولا حب ولا انجرح ولا داق حرمان تعتب عليا ليه انا باديا ايه فات المعاد فات ... فات المعاد ~~ فينظر لها نظرة مليئة بالندم وكأنه يعلم انها لن تسامحه ابدا نظرات استعطاف كى تسامحه فيمسك بيديها ويقبلها ويقول : " انتى احسن حاجة حصلتلى فى حياتى انتى نعمة بحمد ربنا انه ادهانى "
لترد وكـأنما تعلم ما كان يدور برأسه :" توعدنى انك هتفضل مخلص ليا ومش هتخونى تانى "
هو: "من غير ما اوعدك انا كتبتلك كل الشركات واملاكى "
تضحك ليقف بالسيارة فى اعلى هضبة المقطم لتخرج ما خبأته بحقيبتها سكين حاد لتغرسها لتستقر فى قلبه وتصرخ بهيستريا
" انا حبيتك كنت بعد الايام عشان تيجى تكلمنى عشت معاك لما كنا مش بنلاقى ناكل " لترفع السكين وتطعنه مره اخرى وتكمل صراخ " ازاى قدرت تقسم نفسك علينا كلنا كده ازاى عرفت تبقى معايا ومعاهم فى نفس الليلة " لتطعنه 36 طعنة متوالية لتستفيق فتجده قد مات فتبكى بجانبه مرددة كلماتها " مقدرتش استحمل انك تبقى لغيرى " وتنظر للسكين بين يديها الملطخه بالدماء لتقطع شرايينها هى الاخرى مرددة فى لحظاتها الاخيرة " مش هقدر اعيش من غيرك " تنام بجواره ممسكه يده وفى اليد الاخرى ممسكة السكين التى قتلتهما !!
Comments
Post a Comment